بورتسودان – دارفور الآن
أكد برنامج الأغذية العالمي في السودان أن الطرق البرية هي الوسيلة الوحيدة الفعّالة لإيصال المساعدات الغذائية والتغذوية، بالإضافة إلى الإمدادات الإنسانية الأخرى، إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وأشارت المنظمة إلى أن هذا الواقع يستدعي ضرورة التوصل إلى هدنة إنسانية عاجلة في المدينة لضمان وصول المساعدات.
ويأتي ذلك في ظل مطالبات متزايدة من المواطنين وعدة جهات، من بينها حاكم إقليم دارفور، بإجراء إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية، بعد رفض مليشيا الدعم السريع السماح بدخولها إلى المدينة.
وقالت المتحدثة بإسم البرنامج ليني كينزلي في تصريح لـ”دارفورالآن” إن البرنامج سيواصل تقديم التحويلات النقدية الرقمية للمتضررين، لكنها شددت على أن هذا الإجراء غير كافٍ في ظل محدودية الغذاء المتاح في الأسواق.
وحذرت الأمم المتحدة من أن نحو مليون شخص محاصرون في الفاشر، يواجهون خطر الموت جوعًا بسبب تعذر وصول المساعدات. وبات معظم السكان يعتمدون على “التكايا” أو المطابخ العامة، والتي تعاني هي الأخرى نقصًا حادًا في الموارد والسلع، ما اضطر الأهالي إلى تناول أعلاف الحيوانات (الأمباز) للبقاء على قيد الحياة.
وأضافت كينزلي أن الطرفين في النزاع أُبلغا بالأمر، لافتة إلى أن مفوضية العون الإنساني في السودان منحت التصاريح اللازمة، بينما ينتظر البرنامج إعلان قوات الدعم السريع موافقتها على وقف إنساني مؤقت يسمح بدخول المساعدات.
وفي 4 مايو الماضي، أعلن برنامج الأغذية العالمي تحرك قافلة إنسانية من بورتسودان إلى الفاشر، بعد أشهر من تعطيل الإمدادات. وضمت القافلة 15 شاحنة محملة بالمواد الغذائية، إضافة إلى شاحنتين من منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” تحملان أدوية ومعدات ومكملات غذائية للأطفال. وبعد وصولها إلى بلدة الكومة، على بُعد 78 كيلومترًا شمال شرقي الفاشر، تعرضت في 2 يونيو لقصف جوي أدى إلى إحراق عدة شاحنات ومقتل 5 عمال إنسانيين، وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف.
وفي 27 يونيو، وافق رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، على إعلان هدنة إنسانية لمدة أسبوع في الفاشر، دعمًا لجهود الأمم المتحدة وتسهيل وصول الإغاثة للآلاف من المحاصرين، استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فيما أعلنت مليشيا الدعم السريع عبر مستشارها القانوني رفضها لهذه الهدنة.