الخرطوم – دارفور الآن
وصفت قوى سياسية ولجان مقاومة ومنظمات مدنية، في بيان مشترك صدر اليوم، الوضع في مدينة الفاشر بأنه “جريمة إنسانية مكتملة الأركان”، محذّرة من أن المدينة، التي تخضع لحصار خانق من قبل مليشيا الدعم السريع منذ أشهر، تواجه خطر الفناء الكامل بسبب تصاعد الهجمات وانعدام مقومات الحياة.
وأكد البيان الذي إطلعت عليه (دارفور الآن) أن مئات الآلاف من السكان المدنيين يعيشون تحت حصار يمنع دخول الغذاء والدواء والوقود، مما أدى إلى إغلاق الأسواق وتعطّل المستشفيات، بما فيها المستشفى السعودي الذي تعرض للقصف بطائرات مسيّرة، إلى جانب تفشي أمراض خطيرة مثل الكوليرا وسوء التغذية الحاد، واضطرار الأهالي إلى تناول أعلاف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة.
ودانت الجهات الموقعة على البيان – من بينها تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر، وحزب الأمة القومي، والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، والتجمع الاتحادي، ومنظمات مدنية أخرى – ما وصفته بـ”الحصار الوحشي” المفروض على المدينة، محمّلة مليشيا الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن الجرائم المرتكبة ضد المدنيين.
وانتقد البيان تقاعس المجتمع الدولي رغم صدور قرار مجلس الأمن رقم (2736) في 13 يونيو 2024، والذي طالب برفع الحصار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، مؤكدًا أن القرار لم يُنفذ وظل دون أثر يُذكر.
ودعت القوى السياسية والمهنية إلى تحرك دولي عاجل يشمل:وقف فوري لإطلاق النار في الفاشر، وانسحاب الدعم السريع من محيط المدينة والمخيمات، فتح ممرات إنسانية آمنة تحت إشراف دولي، بجانب تفعيل آليات المساءلة الدولية تجاه الجرائم المرتكبة، بالاستناد إلى تقارير المحكمة الجنائية الدولية، وفتح تحقيق مستقل بشأن الوضع الإنساني في المدينة.
كما وجّه البيان نداءً إلى قوى الثورة وأحرار العالم للانتفاض من أجل الفاشر، مؤكدًا أن الصمت تجاه ما يحدث يُعد تواطؤًا مع “مشروع الإبادة”.