العنكبوت: د.مهند عثمان التوم

لا تزال ولاية جنوب دارفور على الرغم من الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار ترزح تحت وطأة تحديات بنيوية عميقة فبالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية والصراعات القبلية المتجددة، تظل العنصرية والجهوية كشبح يطارد الولاية ويعيق تقدمها بالآفات، التي تتغذى على التعصب والانقسام المعيقة لأي محاولة جادة لبناء مجتمع متماسك ومتعاون.

إن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها والي الولاية الحالي بشير مرسال من جماجم النمل تعد مثالا حيا على استمرار هذه المشكلة، فبدلا من أن يخضع جماجم النمل أداء الوالي لتقييم موضوعي يستند إلى معايير الكفاءة والإنجاز نجد أن الانتقاد ركز على خلفيته القبلية أو الجهوية هذا التجاهل المتعمد لمعايير القياس والتركيز على الانتماءات الضيقة يقوض أسس الحكم الرشيد ويعزز من خطاب الكراهية

سلوك جماجم النمل مؤخرا ليس حكرا على النخب السياسية والإعلامية بل متغلغل في نسيج مجتمع جنوب دارفور، مما يؤدي إلى تسميم العلاقات الاجتماعية وتعزيز الانقسامات فبدلا من التكاتف والتعاون لمواجهة التحديات المشتركة ستسود حالة من التنافر والشك المتبادل مما يعيق أي جهد حقيقي تجاه الولاية.

إن ولاية جنوب دارفور التي شهدت فترات طويلة من الصراع والعنف في أمس الحاجة إلى أصوات حكيمة قادرة على تجاوز هذه الانقسامات وتوحيد الصفوف، ويجب أن يكون معيار الاختيار والتقييم هو الكفاءة والقدرة على خدمة جميع مواطني الولاية بغض النظر عن خلفياتهم لإن التركيز على الانتماءات الضيقة لا يؤدي إلا إلى إضعاف الولاية وتقويض فرصها في التنمية.

الوقت قد حان لكي يتجاوز أهل جنوب دارفور هذه النعرات البغيضة وينظروا إلى المستقبل بروح من الوحدة والتسامح يجب أن يتعاون الجميع من أجل بناء مجتمع يقوم على العدل والمساواة حيث يتمتع كل فرد بفرصة متساوية للمساهمة في بناء مستقبل أفضل للولاية، لإن العنصرية والجهوية ليست قدرا محتوما بل هي خيارات يمكن تغييرها من خلال لعن صفات ابليس بالوعي والتعليم والعمل الجاد.

Exit mobile version
Share via