بورتسودان: دارفور الآن

 

دشن رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، اليوم، بقاعة الربوة في بورتسودان أعمال اللجنة الوطنية لفك حصار مدينة الفاشر، برعاية رئيس مجلس السيادة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، وإشراف حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي.

وجاء التدشين بحضور وزراء الثقافة والإعلام والسياحة الأستاذ خالد الأعيسر، والمالية د. جبريل إبراهيم محمد، والبنى التحتية والنقل سيف النصر التيجاني، إلى جانب الناظر محمد الأمين ترك، ووالي البحر الأحمر الفريق مصطفى محمد نور، ونائب الممثل المقيم للأمم المتحدة، وقيادات الأجهزة النظامية، وعدد من رجال الأعمال والإدارات الأهلية.

ودعا رئيس الوزراء جميع أبناء البلاد في القرى والمدن إلى الالتفاف حول مبادرة اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر، مؤكداً أن النصر قادم عندما يكون الجميع على قلب رجل واحد. وأشار إلى أن المناشدة يجب أن تبدأ من الأسرة الإقليمية، وأن عليها تحمل المسؤولية بكافة أجهزتها، والالتفاف حول هذه المبادرة المهمة التي ستخاطب الضمير الإنساني في العالم أجمع.

وأوضح إدريس أنه على تواصل مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من أجل فك حصار الفاشر فوراً، مؤكدًا أنه سيخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الأيام المقبلة، مشدداً على أن من أولوياته فك الحصار، واصفاً الفاشر بأنها “مدينة القمة والسلام”، وأنها ستكون حرة طليقة قريباً.

وأضاف: “لا أريد أن أكون عضواً في اللجنة فقط، بل خادماً ومسؤولاً عنها”. وشدد على أن الجرائم المرتكبة في الفاشر غير مسبوقة، متسائلاً: أين الضمير الإنساني؟، داعياً للعمل بكل جهد من أجل فك الحصار، ومؤكداً أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان هو الداعم الأساسي للمبادرة.

من جهته، أكد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، أن المبادرة شهدت خطوات مهمة لتحسين الوضع الإنساني في الفاشر. وأشار إلى أن أكثر من 30 قافلة منعت من الدخول إلى المدينة، بعضها حكومية وبعضها تابع للمنظمات، إلا أنها أُحرقت جميعها ولقى جميع العاملين عليها حتفهم. وأضاف أن ما وصفها بالمليشيا كانت تزعم أن الجيش استهدفهم عبر المسيرات، وأصدرت بياناً خجولاً بأن طرفاً مجهولاً أحرق القافلة، مشيراً إلى أن الحرق تم عبر “القرنوف”.

وكشف مناوي عن وصول قوافل عبر معبر أدري، إلا أنها منعت من الدخول بواسطة مليشيا الدعم السريع وتم تفريغها، مشيراً إلى وجود أكثر من خمس قوافل في كتم ومليط. وأكد أن العالم طلب من الحكومة فتح معبر أدري الحدودي المؤدي إلى الجنينة، مشيراً إلى دخول أكثر من أربعة آلاف لوري خلال أربعة أشهر، متسائلاً عن مصير هذه الإغاثة. وشدد على أن الإغاثات لم تصل إلى المواطنين، وأن الأمم المتحدة ظلت تدين الحكومة بسبب تغيير المسارات، لكنها لم تدن ما تفعله مليشيا الدعم السريع. وأضاف أن المليشيا، عندما فشلت في السيطرة على الحامية العسكرية بالفاشر، سيطرت على مستشفى الأطفال كما حدث في بداية الحرب مع مستشفى الولادة، داعياً العالم للحديث عما يجري في دارفور، خاصة ما حدث في مسجد الفاشر، ومطالباً بحشد الجهود لتجريم هذه المليشيا وإخراجها من المشهد السياسي.

وتابع مناوي: “إذا استمرت نفس المليشيا وعادت إلى السياسة، فذلك يعني أن العالم تناسى الانتهاكات”. وأشار إلى أن المظاهرة التي سُيّرت إلى مبنى الأمم المتحدة قبل أيام كانت كبيرة، داعياً المنظمات المختلفة للعمل على مخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر وثائق كافية، وإنشاء لجان فرعية في الولايات المختلفة. وأضاف أن المطالبين بالحكومة المدنية معروفون، وأن حكومة تأسيس نيالا اعترفت بها صمود، بينما ظل الآخرون يضللون فقط.

من جانبه، قال ممثل الإدارة الأهلية ونائب رئيس اللجنة، محمد الأمين ترك، إن المبادرة تمثل امتداداً للعمل الوطني ورسالة قوية للعالم بأن السودان دولة تأتمر بشعبها وحكومتها وقواتها المسلحة. وأضاف أن ما يحدث في غزة وما تشهده دارفور من ضربات أصبح مرتبطاً بالمنفذ نفسه، وأن العالم يسير في خط واحد. ووجه رسالة لمن يشككون في استمرار الحكومة: “الآن الشعب مع حكومة كامل إدريس والبرهان”. واعتبر زيارة رئيس الوزراء للسعودية ناجحة بنسبة 100%، رغم التضليل الإعلامي، واعتبر العقوبات التي فرضتها الخزانة الأميركية على وزير المالية د. جبريل إبراهيم وسام إنجاز.

وأشار إلى أن عدد المحاصرين في الفاشر بلغ 916 ألف شخص، ويحتاجون إلى الغذاء عبر “التكية”، مؤكداً أهمية الدعم المالي والإنساني قبل فك الحصار. وحذر من أن عدم الدفاع عن النفس سيفتح المجال للتدخل الخارجي، مؤكداً أن بيان الرباعية لا يمثل الشعب السوداني.

أما ممثلة المرأة في اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر، رشيدة سيد أحمد، فقالت إن المرأة لم تكن شاهدة فقط، بل كانت الضحية الأولى لانتهاكات المليشيا، مشيرة إلى ما تعرضت له الشهيدة قسمة عمر في زالنجي. ودعت إلى التكاتف والاصطفاف خلف الجيش والقوات المشتركة، مؤكدة أن ما حدث للمصلين في مسجد الفاشر يُعد دلالة على نجاح المبادرة، وأن صمود دارفور هو وعد للمستقبل، وأن الشعب سينتصر.

Exit mobile version