الفاشر – دارفور الآن

قُتل ستة أشخاص وأُصيب أكثر من 24 آخرين، أمس الثلاثاء، جراء قصف مدفعي نفذته مليشيا الدعم السريع على أحد مراكز إيواء النازحين بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث طال القصف أيضًا مقر إحدى التكايا المخصصة لإطعام المحتاجين، بحسب ما أفادت به تنسيقية لجان المقاومة بالمدينة.

وأشارت التنسيقية إلى أن القصف لم يستثنِ حتى التكايا التي كانت ملاذًا للجوعى والضعفاء، إذ حُطمت الأواني وتبعثر الطعام على الأرض، في مشهد يُجسّد حربًا معلنة على الفقراء. كما طالت الاعتداءات المستشفيات التي تكافح من أجل البقاء وسط النقص والدمار، لتتحول الأسرة وقوارير الأوكسجين وحتى صرخات الجرحى إلى أهداف للقصف.

وأكدت التنسيقية أن المدنيين وحدهم هم من يدفعون الثمن، إذ تُستهدف تجمعاتهم وأسواقهم وأعراسهم وجنائزهم، وكلما حاولوا لملمة جراحهم أعادهم القصف إلى نقطة البداية، وسط عامين من الألم لم تنصفهما بيانات الإدانة ولا تقارير حقوق الإنسان، يقابله صمت دولي ومحلي على نزيف الدم المتواصل.

في السياق، أدان حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، بشدة استهداف مركز إيواء النازحين بالفاشر، واصفًا الهجوم بأنه “جريمة جديدة تُضاف إلى السجل الدموي للمليشيا ضد المدنيين العزل”.

وقال مناوي، في منشور على صفحته بـ”فيسبوك”، إن الاعتداء الغادر استهدف النساء والأطفال والشيوخ النازحين، في إشارة واضحة إلى أن المليشيا لا تفرق بين مقاتل ومدني، متهماً إياها باتباع سياسات الأرض المحروقة وارتكاب جرائم إبادة بحق أبناء دارفور.

وأكد أن ما حدث يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، داعيًا منظمات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين وإنقاذ الصامدين في مدينة الفاشر.

Exit mobile version