الفاشر – دارفور الآن
نفذ الجيش السوداني، الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، عملية إسقاط جوي ناجحة لصالح الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، وذلك للمرة الثانية خلال أسبوع، وسط استمرار القتال العنيف في المدينة.
وكان الجيش قد نفذ في 29 سبتمبر الماضي أول عملية إسقاط جوي ناجحة لإمداد فرقته المحاصرة في الفاشر، بعد توقف دام خمسة أشهر عن الإمداد الجوي، بسبب الحصار الذي تفرضه مليشيا الدعم السريع على المدينة.
وقالت مصادر عسكرية لـ”دارفور الآن” إن الطيران الحربي التابع لسلاح الجو السوداني نفذ فجر الثلاثاء عملية إسقاط مظلي جديدة تضمنت ذخائر وأدوية وكميات مقدرة من الأغذية والأوراق النقدية لدعم قيادة الفرقة السادسة مشاة.
وأوضحت المصادر أن العملية التي استمرت أكثر من نصف ساعة، نُفذت بواسطة طائرة “أنتونوف” وتمت بنجاح دون أن تعترضها مضادات المليشيا، بعد أن تمكن الجيش في وقت سابق من تدمير منظومة الدفاع الجوي التي كانت المليشيا قد نصبتها بإشراف مرتزقة أجانب جُلبوا لتشغيلها.
وشهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا جويًا مكثفًا، حيث شنت الطائرات المسيّرة التابعة للجيش غارات عنيفة على مواقع انتشار المليشيا في محيط الفرقة السادسة مشاة.
وتحاصر مليشيا الدعم السريع مدينة الفاشر منذ نحو عامين، مانعة وصول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، ما أدى إلى انعدام معظم السلع الأساسية وارتفاع أسعار المتبقي منها بصورة تفوق قدرة السكان.
ومع تدهور الأوضاع المعيشية، كثّفت المليشيا هجماتها على المدينة خلال الشهرين الماضيين، ما مكنها من تحقيق بعض التقدم الميداني وتضييق الخناق على مواقع الجيش.
وكانت قيادات المليشيا قد ظلت تؤكد مرارًا أن منظومات الدفاع الجوي والتشويش الإلكتروني التي حصلت عليها من دولة الإمارات جعلت سماء الفاشر “محرّمة” على الطيران السوداني، وأن “لا شيء سينزل على سكان المدينة من السماء سوى المطر”.
لكن العملية الأخيرة نسفت تلك المزاعم، وأعادت ترتيب أوراق المعركة في شمال دارفور.