بورتسودان: دارفور الآن
شدّد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار على رفض الحكومة لأي مسار سياسي يعيد مليشيا الدعم السريع إلى الواجهة، مؤكداً أن السودان يسعى لسلام يحفظ وحدة البلاد وسيادتها.
جاء ذلك خلال لقاء عقار اليوم بالمبعوث البريطاني الخاص للسودان السفير ريتشارد كراودر، الذي وصل البلاد في إطار مشاورات حول الوضعين السياسي والإنساني.
وترحّم عقار في مستهل اللقاء على شهداء مدينة الفاشر الذين قتلتهم مليشيا الدعم السريع، مشيراً إلى حالة الصدمة التي أصابت الرأي العام جراء الانتهاكات المروعة التي ارتكبتها المليشيا المتمردة. وقال إن الحكومة عبّرت للمبعوث عن غضب الشعب السوداني من الصمت الدولي إزاء الجرائم التي تُرتكب ضد المدنيين.
وأوضح نائب رئيس مجلس السيادة أنه قدّم شرحاً مفصلاً حول الأوضاع الإنسانية، لافتاً إلى حجم الدمار الذي لحق بالمرافق الخدمية والتنموية بسبب اعتداءات “المليشيا الإرهابية” – على حد وصفه. وأضاف أن كل ما تقوم به المليشيا يُقدّم تحت ذرائع وشعارات متناقضة؛ تارة باسم الديمقراطية، وتارة بدعوى محاربة الإسلاميين، وأخرى بزعم التصدي لما تسميه “دولة 56”، مؤكداً أن تلك الادعاءات ليست سوى محاولة للتمهيد لـ“احتلال جديد للسودان”.
وأشار عقار إلى أن زيارة المبعوث كان يفترض أن تحمل رؤية المملكة المتحدة لإنهاء الحرب، لا الاكتفاء بالتعرّف على رؤية الحكومة، مبيناً أن الخرطوم قدّمت بالفعل خارطة طريق واضحة لكل المؤسسات الدولية والبعثات الدبلوماسية.
وفي ختام اللقاء، شكر عقار السفير كراودر على زيارته، مؤكداً ضرورة أن ينقل المبعوث ما استمع إليه إلى الدبلوماسيين الغربيين، وجدّد التأكيد قائلاً: “لا يمكننا أن نمضي في أي اتفاق أو أي منبر من شأنه أن يعيد المليشيا إلى المشهد”.

