عرض 1 من 1

ضل الغيمة  كتب : الفاتح بهلول

 

عابر طريق فايت نام في العيون و إرتاح عيون حبيبي ديار يستقبل السواح هكذا كان بزوغ الفنان السوداني محمد الأمين نجمآ يتلألأ بين نجوم الأغنيات في ذاك الزمن الجميل الذي تعج فيه الساحة الفنية بقمم فنية لا يشق لها غبار فكانت ود مدني إحدى روافد الإبداع حيث خرج من رحمها الكاشف و عبد المنعم حسيب و علي المساح و محمد مسكين و ثنائي الجزيرة فإن ذات المدينة الفنانة قد أنجبت ايضآ الباشكاتب ابو اللمين الذي جاء إلى الساحة الفنية خلال اربعينات القرن الماضي و هو يحمل كافة معدات الفنان بيد أنه تميز بلونية فنية جديدة على الساحة الفنية تحولت إلى مشروع فني عريض تفاعل معه الزوق السوداني رغم وجود عملاقة الفن في ذاك الزمان أمثال ابراهيم عوض و محمد وردي و التاج مصطفى وعثمان الشفيع و عبد العزيز محمد داؤد و احمد المصطفى و أمير العود حسن عطية وسط كل هؤلاء و غيرهم إستطاع ابو اللمين أن يحجز له مقعدآ وسط الكبار خصوصآ وان الدخول إلى الإذاعة السودانية لم يكن بالامر اليسير لكن أبواب هنا أم درمان لم تكن عصية على المبدع ودالامين لأنه يوقن في قرارة نفسه أن التعلم يكون من الأيام لذلك ليس بغريب أن يقدم للساحة إحدى اجمل الأغنيات السودانية التي جمعته بشاعر الرومانسية و الجمال اسحق الحلنقي بتتعلم من الأيام مصيرك بكره تتعلم

وتعرف كيف يكون الريد وليه الناس بتتألم و تتعلم

متين عرف الهوى قلبك متين صابك بأهاتو

متين سهر عيونك ليل طويلة ساعاتو وحاتك لسه ما بتقدر تقاسم قلبي دقاتو ومصيرك بكره تتعلم ..

الملاحظ أن هذه الأغنية سكب فيها ابو اللمين عصارة عبقريته اللحنية التي امتازت بتوزيع موسيقي بديع بحضور طاغي على آلة الفلوت والعود الذي يجيد العزف عليه الباشكاتب بإقتدار ساعتئذ يجد المتلقي نفسه اسيرآ للونية لحنية في غاية الجمال الأمر الذي بموجبه تربع على عرش الساحة الفنية عن جدارة و بالتالي توالت الاعمال الغنائية فكان الشباك موعدآ للقاء ودالامين بالشاعر محمد علي جبارة في انا وحبيبي و طالما أن الثنائيات الفنية كانت هي السائدة في ذاك الوقت ؟ فإن ثنائية الباشكاتب مع الشاعر فضل الله محمد شكلت نهرآ من الإبداع لمكتبة الاغنية السودانية فكانت الجريدة هي أيقونة الأغنيات و طريق الماضي لتكون الموعد زادآ لشجون محبي غناء ود الأمين وبقدر ما تتنقل الفراشات بين الاذاهير فإن مبدعنا ايضآ قد عشق التنقل بين شعراء الأغنيات كما الفراش فيلقي بهاشم صديق في الملحمة و حروف اسمك وهمس الشوق وكلام للحلوة ليكون حلم اماسي ابو اللمين مع الدكتور عمر محمود خالد في خمس سنين .. معاك يا زينة الحلوين مرت ، إلا أن لقاءه برئيس جمهورية الحب اسحق الحلنقي وعد نوار لغربة وشوق يجعلنا نتعلم من الأيام..

مسيرة غنائية حافلة من العطاء للموسيقار ودالامين كانت بمثابة ماركة حصرية من الأعمال الخالدة كخلود النهر العظيم قدمها الباشكاتب للساحة الفنية كانت كبدور القلعة و جوهرها يوم أن تغني لصالح ابو السيد ابو صلاح قيثارة شعراء الأغنيات لكن الحرب التي استعرت في السودان و ما خلفته من دمار و خراب بالسودان ؟ كان قدر نوارس الإبداع الرحيل إلى حيث الامن و محمد الأمين أحد تلك النوارس التي هاجرت إلى ما وراء البحار في رحلة غربة و شجن عن وطن القماري وجانا الخبر شايلو النسيم برحيل ابو اللمين في الثاني عشر من شهر نوفمبر بولاية فرجينا لتبكيه الجوامع الإتبنت ضانقيل لقراية العلم وكلمة التهليل برحيل آخر حبات لؤلؤ الفن في بلادي رحلت قامة فنية كاملة الدسم عن دنياناوالسودان قد شرد بنيه من ديارهم والدمار قد صار في كل مكان حتى نادي الضباط الذي كان محطة لقاء فقيدنا بمحبيه قد تحول إلى ثكنة عسكرية فلترقد بسلام ولتخلد اغنياتك كخلود جبال التاكا ونهر النيل و جبال مره

مع تحياتي / الفاتح بهلول

 

عرض 1 من 1
Exit mobile version
Share via