إمرأة من طراز فريد ظلت تقاتل مع اخوانها في الصفوف الامامية دفاعا عن الأرض والعِرض وظلت تداوم على أن يعرف جميع اخبار الفاشر لحظة بلحظة
إنها الرقيب أول المراسل الحربي آسيا الخليفة قبلة تطل علينا من شمال دارفور الفاشر فإلى مضابط الحوار :
حوار: فريق دارفور الآن
في البداية، من هي آسيا الخليفة قبلة؟
أنا الرقيب أول والمراسلة الحربية آسيا الخليفة قبلة، المراسلة الوحيدة في المنطقة العسكرية الغربية، وأكملت أكثر من عامين وأنا أراسل من الميدان. أفخر بكوني المرأة الوحيدة ضمن صفوف القوات المسلحة على مستوى البلاد، وفخورة بانتمائي لهذه البقعة العزيزة.
ما هي طبيعة عملك كمراسلة حربية؟
أراسل العديد من المنصات والإذاعات والصحف والقنوات، وأسعى لنقل صورة حقيقية عمّا يجري. أعتز بكوني من غرب البلاد وأعتبر عملي في خدمة القوات المسلحة والشعب السوداني شرفًا كبيرًا.
اعتدت أصوات المدافع والهاون والكلاشنكوف والقناصات …. ورائحة البارود أصبحت جزءًا من يومياتي
كيف تصفين تجربتك في ميادين القتال؟
اعتدت أصوات المدافع والهاون والكلاشنكوف والقناصات، ورائحة البارود أصبحت جزءًا من يومياتي. أدمنت ميادين الكرامة والقتال دفاعًا عن الأرض والعِرض.
برأيك، ما سر صمود مدينة الفاشر أمام الهجمات؟
الصمود يعود إلى عزيمة المقاتلين وترابطهم. الجميع هنا يقاتل من أجل النصر أو الشهادة دفاعًا عن المدينة.
كم معركة قمتِ بتغطيتها منذ بداية مهامك؟
على مدى أكثر من عامين غطّيت ما لا يقل عن (232) معركة، إلى جانب المناوشات والاشتباكات اليومية مع قوات المليشيا داخل المدينة ومحيطها.
كيف يتفاعل الجنود مع وجودك بينهم في الخطوط الأمامية؟
وجودي اليومي يرفع معنوياتهم كثيرًا. يقول المقاتلون دائمًا: “إذا كانت آسيا تقاتل، فلماذا لا نقاتل نحن؟” وهذا يعزز عزيمتهم وصمودهم.
قاتلت مع الجنود رغم أنني كنت في مهمة توثيق
كيف يشارك أهالي الفاشر في المعركة؟
الأهالي رجالًا ونساءً وأطفالًا يتجهون للجبهات حاملين العصي والسكاكين، يساندون المقاتلين، ويسقونهم الماء، ويسعفون الجرحى ويخْلونهم من مناطق الاشتباك. الفاشر مثال للتعايش السلمي، فهي تحتضن كل قبائل السودان.
ماذا عن حياتك الشخصية بعيدًا عن الحرب؟
أحرص على تخصيص وقت لعائلتي، أشارك في الأنشطة الاجتماعية، أمارس القراءة والمشغولات اليدوية، وأهتم بأعمال المنزل.
نسمع أنك تكتبين الشعر والأغاني أيضًا، هل هذا صحيح؟
نعم، لدي موهبة في كتابة الشعر الحماسي والعاطفي، وألحن الأغاني التي تغنيها فنانات مثل فهيمة عبد الله، مكارم بشير، هدى عربي، وإنصاف فتحي. أكتب الأغاني الحماسية من قلب المعركة، أما العاطفية فأكتبها في المنزل.
حدّثينا عن سيارتك القتالية “اللاندكروزر”.؟
استولينا عليها من مليشيا الدعم السريع برفقة المقدم أحمد بيضة وعدد من الجنود. تعلمت قيادتها بعد الحرب، وأحرص يوميًا على فحصها وتغيير الزيت ومراجعة الإطارات.
ضبطنا ثلاثة رجال متنكرين بزي نسائي ويحملون أسلحة
هل مررتِ بموقف طريف في الميدان؟
نعم، بعد “معركة الكهرباء” التي استمرت ست ساعات، قاتلت مع الجنود رغم أنني كنت في مهمة توثيق. أطلقت زغرودة رفعت من حماسهم. وبعد انتهاء القتال، ضبطنا ثلاثة رجال متنكرين بزي نسائي ويحملون أسلحة، حاولوا التسلل إلى داخل المدينة لكن تم استجوابهم.
كيف ترين مكانة الفاشر وأهلها؟
الفاشر تجمع كل أهل السودان، وستظل عصيّة مثل “شنب الأسد”. فيها حكمة عميقة وتاريخ سياسي كبير، ومنها انطلقت الحركات الوطنية، وفيها أطباء وكوادر في كل المجالات. إنسانها نشط ومتمسك بأرضه، حتى أبناء الفاشر في بريطانيا يرفعون العلم ويهتفون عقب كل انتصار دعمًا للمقاتلين.
أحرص على تخصيص وقت لعائلتي …. و أشارك في الأنشطة الاجتماعية
ما رسالتك الأخيرة؟
رسالتي أن الفاشر ستصمد، والقوات المسلحة ستنتصر بإذن الله، وستعود مدن دارفور حرة: نيالا، الجنينة، زالنجي، الضعين، وغيرها. نحن لا نخاف، ونثق أن النصر قريب.