بورتسودان – دارفور الآن
رهن مستشار حركة جيش تحرير السودان (المجلس الانتقالي) للشؤون الإعلامية، الجنرال محيي الدين شرف، فرص نجاح أي عملية سلام في السودان بمعالجة جذور الأزمة الأمنية والإنسانية التي أفرزتها الحرب، وفي مقدمتها وضع مليشيا الدعم السريع والانتهاكات الواسعة التي إتكبتها المليشيا.
وقال شرف، خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم بدار الشرطة في بورتسودان، إن أي ترتيبات أمنية تُبقي مليشيا الدعم السريع كقوة منفصلة خارج إطار المؤسسة العسكرية الوطنية تمثل تهديداً مباشراً لأمن البلاد واستقرارها، محذراً من إعادة إنتاج الأزمة تحت مسميات جديدة.
وأكد أن حركة جيش تحرير السودان تنظر بإيجابية إلى الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف الحرب، لا سيما المبادرات التي تقودها المملكة العربية السعودية، غير أن نجاح هذه المساعي – بحسب قوله – يتطلب حلولًا شاملة تعالج تداعيات الحرب وأسبابها العميقة، وليس الاكتفاء بتسويات جزئية أو مؤقتة.
وأشار شرف إلى أن إقليم دارفور شهد انتهاكات جسيمة راح ضحيتها نحو ألفي مدني، إضافة إلى إصابة أكثر من 2500 آخرين، إلى جانب حالات مفقودين، فضلًا عن نزوح ما يقارب 30 ألف شخص من مدينة الفاشر، واصفًا ما جرى بأنه واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في تاريخ الإقليم الحديث.
ودعا القوى السياسية والوطنية إلى توحيد مواقفها واستنفار طاقاتها لمواجهة ما وصفه بمشروع تفكيك الدولة، مؤكدًا أن المعركة لا تقتصر على المواجهة العسكرية، بل تمتد إلى الجبهة الإعلامية والسياسية، من خلال كشف انتهاكات المليشيا في المحافل المحلية والدولية، والتصدي لداعميها الخارجيين.
وجدد شرف موقف حركة جيش تحرير السودان الداعم للقوات المسلحة، مؤكدًا أن الحركة تقف إلى جانب الجيش في خندق واحد حتى استعادة الدولة وإنهاء التمرد، مشيدًا بصمود القوات المسلحة والقوات المشتركة في الدفاع عن الأرض والإنسان، ومترحمًا على أرواح الشهداء.
وفي الجانب الإنساني، كشف شرف عن زيارات ميدانية نفذتها الحركة إلى معسكر العفاض بالولاية الشمالية، قال إنها أظهرت حجم الانتهاكات التي تعرض لها مواطنون على يد المليشيا، مشيرًا إلى أن الشهادات التي استمعوا إليها تعكس مأساة إنسانية قاسية لا تزال فصولها مستمرة.
وأشاد بالدور الذي قامت به حكومة وشعب الولاية الشمالية في إسناد ودعم النازحين، مثمنًا مبادرات التكافل الشعبي، وخصّ بالشكر رجل البر أزهري المبارك، معتبرًا أن تلاحم السودانيين في هذه الظروف العصيبة يمثل أحد أهم عناصر الصمود الوطني.
كما رحّب شرف بقرارات الأمم المتحدة والحكومة البريطانية المتعلقة بفرض عقوبات على شركات وأفراد مرتبطين بالمليشيا، واعتبر أن هذه الإجراءات تمثل خطوة مهمة على طريق إنهاء الحرب وتهيئة المناخ لتحقيق سلام عادل ومستدام في السودان.

