صدى الواقع: محمد مصطفى الزاكي 

كلما اشتعلت نيران المعارك التي يقودها الجيش السوداني بقيادة المارشال البرهان، لتشتعل في ثياب “حميدتي” قائد مليشيات الدعم السريع، الذي قالوا عنه أنه (الضكران) الذي خوّٓف (الكيزان)، وتناثرت جثامين المليشيا آلافاً في الساحات، ونُزِعت منها المدن والمناطق.. اشتعلت معها وسائل التواصل الإجتماعي بالتسريبات والتصريحات من بعض منسوبي الدعم السريع ومحرضيهم على الإستمرار في مواجهة ترسانة الدولة، التي كانوا يعتقدونها واهنة وسهلة المنال.

غالب تلك التسريبات تصب في نقد منهج قادتهم، وتؤكد هشاشة قضيتهم المزعومة: ” الديموقراطية ومحاربة دولة 56″.

أخطر ما قرأت من تلك التسريبات اليوم.. هي تلك التي تزعم أنها من ناظر الرزيقات محمود موسى مادبو، التي إن صحت، تكون الطاولة قد انقلبت على رؤوس آل دقلو.

تقول التسريبات أن ناظر الرزيقات قد بدأ في التململ والتثاؤب من إطالة فترة الحرب وإمتداد فترة بزوغ فجر النصر المنتظر، مع إزدياد ضريبة الحرب بتساقط الضحايا كل يوم يمر على المعارك، وأكثر الخسائر من داخل البيت الكبير. وأنه قد طالب حسب التسريبات من بعض القيادات الميدانيين في الدعم السريع الذين ينتسبون لبيت الرزيقات، بالإنسحاب من ميادين المعارك فوراً، والعودة إلى الديار لحفظ النوع من الانقراض خاصة وأن شوقارة القضية لا تبشِّر بخير.

لا أجزم بصحة تلك التسريبات ولكن، إن تحققت فعلاً، يكون العد التنازلي لميشيا الدعم والتأسيس قد بدأ، رغم أن ذلك لم يوقف قطعاً جيش الدولة من زحفه نحو دارفور، لتحرير أرضها ومواطنها من إستعمار آل دقلو، إلا أن تلك الخطوة من الناظر قد يقلل من ذوابع الجيش، فيهطل غيثاً بدلاً من المطر.

والمؤسف له حقاً أن جماهير الناظر تقوده الحكّٓامات بدلاً من الحكماء، وسروايلهن وزغاريدهن بدلاً من الخُطب والمنطق، والملاحم كلها تشهد: أبطالكم الذين مجدتها قبائلكم هناك، لم يكونوا لإنسانيتهم بل لإجرامهم.

جماهيرك يا الناظر تحتاج إلى صورة ملتهبة، وإلى دماءٍ مسكوبة، وإلى “حميدتي” كوثن تسجد له وهي راضية.

إنهم لم يحتشدوا خلف العقل، بل خلف الأوهام التي ألبسهم لها حميدتي ثوباً للخلاص والسيطرة، وأصبحت مصطلحاته قرآناً يتلونه، كما يردد المؤمنين هنا صلواتهم، حتى غرقوا في ثورةٍ أكلت أبناءها، وقادتهم إلى جحيم أرضي باسم الديموقراطية المكذوبة، ولأنكم والجماهير معكم لم تطلبوا منه ضماناً على مستقبلكم، بل صرخة وهتاف كانت كافية لإقناعكم وإعفاءكم من التفكير.

آل دقلو لم يبنوا سلطانهم بالحجة، بل حولوا جموع القبائل لوحش يعيد صورة حميدتي كإلهٍ جديد، وهكذا سارت الجماهير تسجد للوهم، وتٓقتلُ وتُقتل من أجله، بينما العقل يدفن تحت الأقدام.

ملحوظة:

دولة (٥٦) لن تسقط طالما أن هنالك رجل يشهقون نشيدها الوطني نفساً للحياة:

نحن جند الله جند الوطن

إن دعا داعي الفداء لم نخن

نتحدى الموت عند المحن

نشتري المجد بأغلى ثمن

هذه الأرض لنا

فليعش سوداننا علماً بين الأمم

يا بني السودان هذا رمزكم

يحمل العبء ويحمي أرضكم

نحن أسود الغاب أبناء الحروب

لا نهاب الموت أو نخشى الخطوب

نحفظ السودان في هذي القلوب

نفتديه من شمال أو جنوب

بالكفاح المُرُّ والعزم المتين

وقلوب من حديد لا تلين

نهزم الشرَّ ونجلي الغاصبين

كنسورٍ الجوِّ أو أُسْد العرين

ندفعُ الرّدَى

نصدُّ من عدا

نردُّ من ظلم

ونحمي العلم.

Exit mobile version