الخرطوم – دارفور الآن
شهدت الساعات الماضية موجة إدانات محلية ودولية واسعة للجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر، حيث توالت البيانات المنددة من وزارات خارجية دولية، وقوى سياسية ومدنية سودانية.
ووثّقت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي جريمة مروعة جديدة ارتكبتها المليشيا في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تمثلت في عمليات تصفية جماعية لمواطنين وأسرى من الجيش والمجموعات المتحالفة معه، قُتلوا بدمٍ باردٍ في مشاهد صادمة داخل المدينة.
الخارجية والتنمية البريطانية
قالت وزيرة شؤون التنمية البريطانية البارونة تشابمان إن حكومتها تشعر بقلق بالغ إزاء الأنباء التي تتحدث عن تقدم كبير لمليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر.
وأضافت في بيانها: “من الضروري أن تبذل مليشيا الدعم السريع وحليفها السياسي، تحالف تأسيس، كل الجهود لحماية المدنيين وضمان ممرات آمنة لهم والامتثال للقانون الدولي الإنساني”.
واختتمت الوزيرة بالقول: “العالم يراقب ما يحدث في الفاشر عن كثب”.
وزارة الخارجية الألمانية
دعت وزارة الخارجية الألمانية مليشيا الدعم السريع إلى “الامتناع عن أي تصعيد إضافي في الفاشر، والالتزام الكامل بالقانون الدولي الإنساني”.
وأكدت في بيانها أن “الفظائع التي شهدتها الجنينة وزمزم يجب ألا تتكرر مرة أخرى”.
وأضافت: “أي عنف إضافي سيزيد من المعاناة الإنسانية ويهدد استقرار المنطقة، وحان الوقت للتحلي بالمسؤولية والعمل من أجل السلام”.
وزارة الثقافة والإعلام والسياحة
أدانت وزارة الثقافة والإعلام والسياحة بأشد العبارات ما وصفته بـ”الجرائم البشعة” التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع بحق المواطنين الأبرياء في مدينتي الفاشر وبارا، حيث تواصل المليشيا ارتكاب مجازر وحشية وأعمال قتل وتعذيب وسلب ونهب ضد المدنيين العُزّل.
وقال البيان إن الانتهاكات طالت أعدادًا كبيرة من المدنيين، من بينهم نساء وأطفال وشيوخ، في مشاهد “يندى لها جبين الإنسانية”.
وأشار إلى أن الجرائم في الفاشر تزامنت مع أخرى مماثلة في مدينة بارا، ما يعكس نهجًا منظّمًا في “القتل والإرهاب الذي تمارسه هذه العصابات الخارجة عن القانون أينما وجدت”.
وأكدت الوزارة أن هذه الأفعال “الإجرامية الممنهجة” تكشف الطبيعة العدوانية لهذه المليشيا، وانعدام القيم والأعراف الإنسانية لدى قادتها ومنتسبيها الذين “غرقوا في دماء الأبرياء، وتمادوا في ممارسة أبشع صور الوحشية والترويع”.
وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية بإقليم دارفور
أعلنت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية أن مليشيا الدعم السريع نفذت منذ يوم السبت الماضي أعمالًا انتقامية واسعة ضد المدنيين في مدينة الفاشر والفارين منها، ارتكبت خلالها مجازر بشعة وتصفيات جسدية وتطهيرًا عرقيًا وقتلًا ممنهجًا طال الرجال والنساء والأطفال وكبار السن، وأسفر عن سقوط آلاف القتلى، إلى جانب حوادث اغتصاب وسلب ونهب لممتلكات المواطنين.
وأكدت الوزارة أن الفاشر تعيش “أسوأ كارثة إنسانية في العالم” نتيجة هذه الجرائم، التي تأتي ضمن مشروع التطهير العرقي الذي تمارسه مليشيا حميدتي لإبادة بعض المكونات الاجتماعية وتفكيك السودان.
ودانت الوزارة بأشد العبارات ما وصفته بـ”جرائم الحرب الممنهجة” ضد المدنيين العُزّل، مستنكرة صمت المجتمع الدولي والإقليمي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمات حقوق الإنسان، الذي أتاح للمليشيا الاستمرار في ارتكاب الإبادة الجماعية دون محاسبة.
وحذّرت الوزارة من أن الأوضاع الإنسانية في الفاشر كارثية وفي غاية الخطورة، مطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية بالتحرك العاجل لإنقاذ حياة المدنيين، وتكثيف الجهود الإنسانية لإغاثة المتضررين والنازحين، وتوفير الحماية للفارين من “جحيم المليشيا”.
حزب المؤتمر السوداني
أعرب حزب المؤتمر السوداني عن “قلقه البالغ” إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في الفاشر، التي تشهد تصاعدًا خطيرًا في الانتهاكات ضد المدنيين العُزّل.
وأشار الحزب إلى أن المدينة تواجه حصارًا خانقًا وانقطاعًا للاتصالات وصعوبات كبيرة في حركة المدنيين، مما يعرقل وصول المساعدات الإنسانية للسكان.
حكومة السودان
أدانت حكومة السودان بأشد العبارات “الجرائم الإرهابية المروعة” التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر، مؤكدة أن المليشيا تمارس عمليات قتل عنصري وترويع ممنهجة ضد المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، في مشاهد صادمة يوثقها الجناة بأنفسهم.
وقالت الحكومة في بيانها إن حرب المليشيا ضد المواطن السوداني شكّلت “سابقة في تاريخ الإبادة الجماعية”، معتبرة أن المليشيا أصبحت رمزًا للتطهير العرقي والإرهاب الدموي في العالم.
وأضاف البيان أن تسييس الأزمة وانحياز بعض الدول لمصالحها السياسية والاقتصادية بدلاً من اتخاذ موقف أخلاقي وإنساني، كان سببًا مباشرًا في مذبحة الفاشر، وجعل المواطنين ضحية لعجز الإرادة الدولية التي تتعامل بازدواجية مع مأساة السودان.
وتُظهر هذه البيانات المتتابعة إجماعًا محليًا ودوليًا متزايدًا على إدانة ما يجري في الفاشر وبارا، إلى جانب دعوات متكررة لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين وفتح الممرات الإنسانية الآمنة.
ويعكس هذا الموقف حجم القلق العالمي من تفاقم الكارثة الإنسانية في دارفور، وضغطًا داخليًا متناميًا يطالب بوقف الحرب ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات.

