لندن: دارفور الآن

 

دعا حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في إقليم دارفور، مطالبًا الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق عاجل في الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها، ومحاسبة المسؤولين عنها ومموليها.

جاء ذلك في خطابٍ مسجّل ألقاه مناوي أمام سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في لندن خلال تظاهرة نظّمها أبناء الجالية السودانية وناشطون بريطانيون للتنديد بجرائم الحرب والانتهاكات الواسعة في دارفور.

وقال مناوي في كلمته إنّ “العالم يقف اليوم عند مفترق طرق حاسم، وصمته المستمر منذ أكثر من عقدين سمح باستمرار الإبادة في دارفور”. وأضاف: “منذ عام 2003، يعيش شعب دارفور تحت حملة عنفٍ منظمة تهدف إلى محو قبائل وثقافات بأكملها، تحوّلت اليوم إلى حملة تطهيرٍ عرقي بدعمٍ من جهاتٍ إقليمية ودولية”.

وأشار إلى أن مجزرة الفاشر تمثل “أحد أكثر الفصول دموية في هذه المأساة”، مشيرًا إلى أنّ أكثر من 500 مريض من كبار السن والنساء والأطفال أُعدموا داخل المستشفى الأخير في المدينة، بينما “قُتل نحو أربعة آلاف شخص أثناء فرارهم من الفاشر نحو القرى المجاورة، ولا يزال آلاف آخرون في عداد المفقودين”.

وقال مناوي إنّ “هذه الجرائم لم تعد مجرد نزاعٍ محلي، بل حملة إبادةٍ منظمة تستهدف المكوّنات غير العربية في دارفور، في محاولة لتغيير التركيبة السكانية للمنطقة”، مؤكّدًا أن “الدعم الإماراتي الواسع لقوات الدعم السريع” جعل من الحرب آلة قتلٍ ممنهجة.

وأضاف: “في 27 أكتوبر الماضي، ظهر عبد الرحيم دقلو يخاطب مقاتليه معلنًا بوضوح: لا أسرى. والنتيجة كانت عمليات قتلٍ جماعي وإبادة بحق المدنيين، على غرار ما حدث في الجنينة ، حيث ذُبح الآلاف خلال أيامٍ قليلة.”

واتهم مناوي المجتمع الدولي بالتواطؤ أو التقاعس عن وقف المأساة، قائلاً: “الوقت نفد، والعالم لا يستطيع الادعاء بالجهل بعد اليوم. إن لم يتحرك الآن، فسيكون شريكًا في الجريمة.”

وطالب مناوي الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية ومالية على الأفراد والجهات التي تموّل الحرب، وإغلاق القنوات البنكية والاستثمارية التي تتيح للمليشيات شراء السلاح واستمرار عملياتها العسكرية، داعيًا إلى “منع تدفق الأموال إلى قوات الدعم السريع وكل المليشيات المتورطة في جرائم التطهير العرقي”.

وأضاف: “الإنسانية لا تعرف حدودًا، وقيمة الحياة واحدة، سواء في دارفور أو في أوروبا أو في أي مكان في العالم. نطالب القادة الأوروبيين بأن يكونوا على مستوى القيم التي تأسست عليها دولهم، وأن يقفوا مع الشعب السوداني وضد الإبادة الجماعية.”

وختم مناوي خطابه قائلًا: “لقد حان الوقت ليتحرك العالم. معًا يمكننا أن نوقف الإبادة. لكن التاريخ لن يرحم من يصمت اليوم.”

Exit mobile version