كتب: صدام إبراهيم
شهدت تغطية بعض القنوات العربية، وعلى رأسها قناتا “الحدث” و“سكاي نيوز عربية”، انحيازاً واضحاً في تناولها للشأن السوداني، إذ سعت بإصرار إلى تصوير “حرب الكرامة” باعتبارها صراعاً تقوده تيارات الإسلام السياسي أو عناصر من النظام السابق. هذا الخطاب الإعلامي يتقاطع، بصورة لافتة، مع الرواية التي تتبنّاها مجموعات مناصرة للمليشيا، وهو ما يعكس وجود غرفة تحرير موحّدة تتقاطع أهدافها في تشويه الحقائق وتبرير العدوان على السودان.
ورغم اتّساع دائرة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا، لم تُظهر تلك القنوات الجرأة المهنية لطرح أسئلة جوهرية حول دور هذه المجموعات أو الجهات الخارجية الداعمة لها. تجاهلت بالكامل الانفلات، والجرائم، والمرتزقة الوافدين من دول متعددة، وركزت بدلاً من ذلك على محاولة هندسة سردية تُحمّل مسؤولية الحرب لطرف واحد، على نحوٍ يتماشى مع مصالح قوى إقليمية تسعى لفرض نفوذها على السودان.
لكن ما تجاهله الخطاب الإعلامي الموجّه هو الإجماع الوطني السوداني خلف القوات المسلحة في مواجهة العدوان، ورفض الشعب القاطع للتدخلات الخارجية، أياً كانت مصادرها أو ذرائعها. السودانيون يخوضون معركة مصيرية لحماية دولتهم ووحدتهم وسيادتهم، وليسوا معنياً بما تُطلقه بعض الدويلات “نظام ابوظبي”، من تصنيفات أو اتهامات جاهزة.وإن إصرار بعض المنابر الإعلامية على وصف كل من يقاتل دفاعاً عن بلاده بأنه “إسلامي”، يكشف ضيق أفق تلك الطروحات أكثر مما يكشف عن حقيقة الوضع في السودان. فالشعب السوداني، بكل مكوّناته المدنية والعسكرية، يقول اليوم بوضوح:إن كان الدفاع عن الوطن وتحريره يعني — وفق تصنيفات الخارج — أننا جميعاً “إسلاميون”، فهنيئاً لكل وطني يحمل هذا الوصف.
في النهاية، تبقى الحقيقة واحدة: أن السودان يُدافع عن نفسه، وشعبه يقف على قلب رجل واحد، ولن تنجح أي حملة إعلامية في كسر إرادته أو تشويه جوهر معركته من أجل البقاء والسيادة والكرامة.
#أبقوا_عافية

