الفاشر – دارفور الآن
شهدت مدينة الفاشر خلال الأسبوع الماضي مواجهات عنيفة صدّت فيها القوات المسلحة والقوات المشتركة عدة هجمات متفرقة شنتها مليشيا الدعم السريع على المدينة وقد استخدمت القوات المدافعة استراتيجية نوعية تقوم على استهداف القيادات العليا و(جزّ الرؤوس الكبيرة) لضرب العمود الفقري للقيادة الميدانية في صفوف المليشيا وقد أسفرت هذه الاستراتيجية عن مقتل عدد من أبرز القادة الميدانيين في المليشيا خلال عمليات دقيقة يُتوقع أن يكون لها أثر بالغ على تحركات وديناميكية القوة الهجومية للدعم السريع في دارفور.
مقتل اللواء كوجينا… سقوط رأس الأفعى
في مقدمة القتلى تأكد مقتل أحد أخطر القادة الميدانيين في صفوف المليشيا وهو المدعو اللواء خلا عبدالله أحمد طاهر كوجينا قائد ما يُعرف بـ(المجموعة 336) وهي وحدة عسكرية نشطت في مناطق واسعة شملت نيالا، منواشي، الجنينة، زالنجي، الضعين، وفي السابق منطقة السوق الشعبي بأم درمان قبل تحرير الخرطوم ويُعتبر كوجينا من أكثر القيادات دموية ووحشية وورد اسمه في تقارير ميدانية مستقلة وشهادات شهود كأحد المسؤولين المباشرين عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتُكبت بحق المدنيين منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 سواء في العاصمة أو في ولايات الجزيرة دارفور وكردفان
سقوط سلسلة من الرؤوس البارزة
إلى جانب كوجينا قُتل عدد من كبار القادة في المليشيا أبرزهم
العميد خلا عدنان مسار الطالب من وحدة ديري الإدارية
العميد خلا آدم أحمد أزرق البين والعميد خلا إبراهيم أحمد أزرق البين وهما من القيادات النشطة ميدانيًا
والعميد خلا الجنرال القوني أغيبش من أبرز قادة العمليات في نيالا والجنينة
واللواء خلا الجنرال حسين عيد أبو صدام أحد قادة الهجمات الأخيرة على الفاشر
والعميد خلا عبد الرحمن رحمة مسؤول العمليات في غرب ثم شمال دارفور وقائد المجموعة ٣٧٧
واللواء خلا عبد الصمد فرعون من أبرز القيادات الميدانية وهو من أبناء السلامات مقتله أحدث حزنًا عارمًا في صفوف أهله والمليشيا
واللواء خلا أحمد عثمان حامد الملقب بـ(ركشة) وهو أيضًا من أبناء السلامات قُتل مع فرعون في معركة واحدة
واللواء خلا عيسى ود بكر ثالث القادة من أبناء السلامات الذين قُتلوا في يوم واحد مع فرعون وركشة
واللواء خلا عمر الحمري من أبناء قبيلة الحمر بكردفان قُتل في الفاشر ويُعتبر من قادة المليشيا البارزين
واللواء خلا حافظ النور أحمد دخير قائد المحور الشمالي للمليشيا بالفاشر
واللواء خلا فضل الله الشريف قائد مجموعة النخبة 2
والعميد خلا حمادة يوسف
والعميد خلا محمد الطاهر موسى السوار الطاهر وهو عمدة قبيلة وشيخ دين
والعقيد خلا النجاشي التجاني
والعقيد خلا هارون محمد سعيد
والعميد خلا التجاني أحمد قائد ثاني المجموعة ٣٦ بقيادة اللواء حسين شيطين
والعميد خلا حمدان محمد عبد الفقراء المشرف على التعبئة والتجنيد في محور جنوب جبل مرة
والعميد خلا صقرين (اسمه الحركي) ويُعتبر من قادة الاقتحامات
العميد خلا أيوب محمد رزق الله المجموعة ٢٩٦
العميد خلا محمد عبود أبو رجيلة
النقيب خلا حسن محمد زين
الرائد خلا أنور محمد موسى
النقيب ياسر عجيلة
العميد خلا هارون محمد سعيد
والعميد خلا عصام حامد حسن أحد أبرز شعراء المليشيا وداعمي خطابها التعبوي
عملية عسكرية دقيقة ومدروسة
وبحسب مصادر ميدانية تحدثت لـ(دارفور الآن)، فقد تمت عمليات الاستهداف عبر ضربات جوية دقيقة وكمائن أرضية في محاور متعددة حول الفاشر خاصة في المناطق التي شهدت تحركات لقادة الصف الأول من الدعم السريع عبر عمليات استخباراتية دقيقة
وأكد مصدر عسكري أن العملية حملت طابعًا نوعيًا في اختيار الأهداف واستهدفت قيادات رئيسية في سلاسل القيادة الميدانية ما يُعد ضربة استراتيجية قاصمة لتنظيم المليشيا في دارفور.
ارتباك في صفوف المليشيا وتضارب في الروايات
حتى لحظة إعداد هذا التقرير لم تصدر مليشيا الدعم السريع بيانًا رسميًا حول خسائرها لكن عددًا من ذوي القتلى نشروا نعيًا لأبنائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي مما أكد وقوعهم وفي المقابل أشارت مصادر محلية في الفاشر إلى ارتباك كبير داخل صفوف المليشيا خاصة بعد الانهيار المفاجئ في سلسلة القيادة كما رُصد انسحاب تكتيكي لبعض الوحدات من محيط المدينة خلال اليومين الماضيين في إشارة إلى تراجع ميداني وخسارة القدرة على المبادرة الهجومية مع تحرك قوات أخرى متمركزة في منواشي لمعاودة الهجوم
خلفيات حول (المجموعة 336)
تُعد (المجموعة 336) واحدة من أشد المجموعات الميدانية وحشية حيث وُثّقت مشاركتها في اقتحامات ونهب وقتل في أحياء أم درمان الشعبية خلال معارك الخرطوم فضلًا عن مجازر واعتداءات جسيمة في الجنينة وزالنجي ونيالا وأخيرًا الفاشر إلى جانب عمليات نهب واسعة النطاق في منواشي والضعين وكان قائدها كوجينا رمزًا للبطش والترويع وارتبط اسمه بالممارسات الدموية
انعكاسات محتملة
يرى مراقبون أن خسارة هذه القيادات الرفيعة ستؤدي إلى انهيار جزئي على الأقل في الهيكل الميداني لمليشيا الدعم السريع خاصة في الفاشر التي أصبحت نقطة اشتباك محورية في معركة دارفور وإحدى آخر المدن الكبرى التي ما زالت المليشيا تحاول السيطرة عليها دون نجاح كما يُتوقع أن تُسهم هذه التطورات في تعزيز موقف الجيش والقوات المشتركة إلى جانب المجموعات المسلحة والمدنية المتحالفة معها التي تعمل على استعادة السيطرة الكاملة على الإقليم وتمثل الضربات النوعية الأخيرة في الفاشر نقطة تحول كبيرة في مسار المعركة وقد تُعيد تشكيل المشهد العسكري في دارفور في ظل حرب طاحنة تُعد من أطول وأعنف الحروب الأهلية التي مر بها السودان في تاريخه الحديث