نبض الحروف: عادلة عادل
ما يحدث في مدينة الفاشر ليس مجرد حرب، بل جريمة كبرى تُرتكب في حق الأبرياء والغلابة، أولئك الذين لا حول لهم ولا قوة. إنهم يدفعون ثمن فوضى السلاح وغياب الضمير، في مشهد تتجرد فيه الإنسانية من معناها.
المسؤول الأول عن هذا العبث بالأرواح هم الميليشيات المنفلتة التي لا تعرف قانونًا ولا رحمة، والتي باتت تمسك برقاب المواطنين، وتستخدمهم أدلّاء في شوارع مدينتهم، فقط ليُصفَّى بعدها أولئك المغلوبون على أمرهم بدمٍ بارد.
هؤلاء لا يمكن أن يُسمَّوا بشرًا، فالبشر لا يقتلون من يستجير بهم، ولا يحوّلون مدينتهم إلى ساحة للعنف والترويع.
لقد أصبحت الفاشر مدينةً تُقصف بلا تمييز، وتُهاجم بأسلحة لا يمكن حتى تسميتها من فرط قسوتها. والنتيجة: أجساد تحت الأنقاض، وأطفال بلا مأوى، وأرواح تصرخ في وجه العالم الذي اختار الصمت.
أما المجتمع الدولي، فقد بدا صمته جريمة موازية. يصمت العالم بينما تُرتكب مجازر في وضح النهار، وكأن أرواح السودانيين أقل قيمة أو أدنى شأنًا.
لكن التاريخ لا ينسى، والعدالة – وإن تأخرت – لا تغيب. سيأتي اليوم الذي يُساق فيه كل من تورط في هذه الجرائم إلى محكمة الضمير الإنساني قبل محاكم الدنيا والآخرة.
فما يجري في الفاشر وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء.