بورتسودان: دارفور الآن
دشنت اللجنة الوطنية لفك حصار مدينة الفاشر أعمالها رسمياً لمواجهة تداعيات الحصار المستمر منذ أكثر من عامين، مؤكدة أن القضية تمثل أولوية وطنية تتطلب التفاف جميع مكونات المجتمع السوداني حولها.
وقال الدكتور بحر إدريس أبو قردة، نائب رئيس اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر، في مؤتمر صحفي عقدته اللجنة اليوم ببورتسودان، إن المجتمع الدولي أثبت “تخاذله وتواطؤه” تجاه الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا المتمردة، مشيراً إلى عجزه عن تنفيذ القرار 2736 القاضي بإنهاء الحصار. وأضاف أن المبادرة تشمل مختلف قطاعات المجتمع، وسيتم تدشين عمل اللجنة رسمياً يوم السبت المقبل.
وأوضح أبو قردة أن اللجنة تتكون من تسعة مسارات، بينها الأمني والعسكري المفعّلين حالياً، بجانب المسارات الإنساني والقانوني والسياسي والمجتمعي والأهلي، بالإضافة إلى مسار التعبئة والاستنفار والمسار المالي الخاص بجمع التبرعات. ونبّه إلى أن حصار الفاشر ليس قضية محلية فحسب، بل يمثل بُعداً سياسياً للمدينة، متهماً دولة الإمارات بالوقوف وراء مؤامرة لإسقاطها خدمة لأجندات خارجية. وحذّر من أن سقوط الفاشر يعني بداية تفتيت السودان وإطلاق الهجوم على بقية المدن.
من جانبها، قالت رجاء محمد صالح، مسؤولة المرأة بالمسار المجتمعي، إن اجتماع اليوم خُصص لتدشين أعمال اللجنة رسمياً لمواجهة الحصار والظلم الواقع على المواطنين، مؤكدة أن المرأة والأطفال يتحملون العبء الأكبر من الانتهاكات التي تشمل القتل والتشريد والتعذيب والاغتصاب.
وأضافت أن الأوضاع الإنسانية بالمدينة بلغت مرحلة بالغة التعقيد جراء انعدام الغذاء والدواء، مشددة على أن “صوت الفاشر يجب أن يصل إلى العالم أجمع” من خلال نقل الحقائق وإبراز صمود المواطنين، وحشد الرأي العام لرصد الانتهاكات وتسليط الضوء على المبادرات الخاصة بإيصال المساعدات الإنسانية.