الفاشر – دارفور الآن
أكد المتحدث باسم مخيم زمزم للنازحين، المهندس محمد خميس دودة، أن الجرحى والمصابين جراء مجزرة دار الأرقم بمدينة الفاشر ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفى دون أن تُقدَّم لهم أي خدمات طبية تُذكر حتى الآن، في ظل أوضاع إنسانية بالغة السوء.
وكان ما لا يقل عن 60 شخصًا قد قُتلوا وأُصيب العشرات، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، يوم السبت، في هجوم بطائرة مسيّرة نفذته مليشيا الدعم السريع استهدف مركز إيواء دار الأرقم للنازحين بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وقال دودة في تصريح لـ”دارفور الآن” إن الأوضاع الإنسانية في الفاشر “متدهورة للغاية”، مشيرًا إلى انقطاع تام للمواد الغذائية وإغلاق كامل للأسواق نتيجة استمرار استهداف المسيرات للمدينة، فضلًا عن التدوين المكثف.
وأضاف أن جميع التكايا توقفت عن العمل باستثناء مبادرة العمل وتكية الفاشر، وهما تعملان بصورة متقطعة بسبب شُح الموارد.
وفي 28 سبتمبر أفادت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر بحدوث “تدهور كارثي” في الأوضاع الإنسانية خلال الأسابيع الأخيرة، خصوصًا في أحياء شمال المدينة ومعسكر أبو شوك للنازحين.
وقالت اللجان في بيان إن أكثر من 73 طفلًا دون سن الخامسة و22 من كبار السن توفوا خلال 40 يومًا فقط نتيجة الجوع والمرض وانعدام الرعاية الصحية والخدمات الأساسية، إضافة إلى القصف المدفعي الذي طال مخيمات النازحين، مشيرة إلى أن جثثًا متناثرة شوهدت في الشوارع والطرقات.
وناشد المتحدث باسم مخيم زمزم حكومة السودان والمنظمات الإنسانية التدخل العاجل لإسعاف الجرحى وتوفير الغذاء للمتضررين من القصف المدفعي، مؤكدًا وجود أطفال بلا مأوى أو غذاء وجرحى في حاجة ماسة إلى العلاج الفوري.
وفي وقت سابق، أعرب فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، عن “فزعه الشديد” إزاء استمرار مقتل وإصابة المدنيين في الفاشر التي تعيش تحت حصار خانق منذ شهور على يد عناصر من مليشيا الدعم السريع.
وقال تورك في بيان صدر الجمعة: “أشعر بالفزع من استهتار قوات الدعم السريع المتعمد والمستمر بحياة المدنيين، إذ تواصل قتلهم وتشريدهم ومهاجمة الأهداف المدنية، بما في ذلك ملاجئ النازحين والمستشفيات والمساجد، في تجاهل تام للقانون الدولي.”
يُذكر أن مليشيا الدعم السريع كثّفت هجماتها على المدنيين في مدينة الفاشر خلال الأشهر الماضية، حيث قُتل ما لا يقل عن 75 شخصًا في 19 سبتمبر الماضي بمعسكر أبو شوك إثر قصف بطائرة مسيّرة استهدف المصلين أثناء تأدية صلاة الفجر داخل أحد مساجد المعسكر.