دارفور: دارفور الآن
خرج المئات من نازحي إقليم دارفور غربي السودان، اليوم الاثنين، في مظاهرات سلمية تأييداً ودعماً لقرار المحكمة الجنائية الدولية القاضي بإدانة علي عبدالرحمن كوشيب، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وخرجت المظاهرات في 9 مخيمات للنازحين في ولاية وسط دارفور، بينما حالت الأوضاع الأمنية في بقية المخيمات الواقعة في مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع، عن المشاركة في الاحتجاجات.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أصدرت الاثنين حكمًا تاريخيًا بإدانة “علي كوشيب”، القائد البارز في ميليشيات الجنجويد في السودان، بارتكاب 27 تهمة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وقال الناطق الرسمي باسم منسقية النازحين الأستاذ آدم رجال في بيان تلقته “دارفور الآن” إن “مسيرات سلمية انطلقت اليوم دعماً وتأييداً لمحاكمة علي كوشيب قائد ميليشيا الجنجويد، الذي يُعتبر الذراع الأيمن لأحمد هارون لارتكابه انتهاكات وجرائم مروعة بحق أهالي دارفور”.
وأشار البيان إلى أن “كوشيب كان أداةً فاعلةً في قتل مجتمعات بعينها، وتعذيب الناس شخصياً، واغتصاب الفتيات، وقتل قادة المجتمعات”.
ونُظمت المسيرات السلمية في كل من مخيمات: “كلمة، عطاش، الحميدية، خمسة دقيق، نيرتتي، طويلة، سورتوني، وقولو، وكساب” بحسب البيان.
وأضاف البيان أنه “نظراً للظروف الأمنية والتعقيدات، تم التأكيد على أن الاحتجاجات ستُجرى بطرق أخرى، وفقاً للإحتياطات الميدانية في مخيمات: مكجر، بنديسي، أم دخن، قارسيلا، دليج، أم خير، دقدسة، قلديموج، إضافة لسبعة مخيمات في تشاد”.
وأوضح أن الاحتجاجات السلمية تعبر عن تطلعات النازحين واللاجئين إلى العدالة ومحاسبة الجناة، مشدداً على أن العدالة يجب ألا تكون مسألة انتقام أو تفاوض، ويجب أن تكون منصفة للضحايا وأسرهم.
وذكر أن إدانة علي كوشيب، تُمثل نقلة نوعية في مسار العدالة، الذي غاب لسنوات طويلة في ظل الحكومات السودانية المتعاقبة، داعياً إلى الضغط على سلطة بورتسودان لتسليم بقية المطلوبين، وأبرزهم عمر حسن أحمد البشير، عبد الرحيم محمد حسين، وأحمد محمد هارون، وكافة المطلوبين للعدالة، وذلك شرط غير قابل للتفاوض، وفق البيان.
وتابع “نريد فقط أن نرى المجرمين في قفص الاتهام أمام المحكمة الجنائية الدولية، لنمنح الضحايا الأمل، ولنُضمد جراح قلوب الأطفال والنساء والأرامل والمظلومين والفقراء”.