ضل الحراز : علي منصور حسب الله
الرحمة لشهدائنا في الفاشر والمغفرة لمن قدموا أرواحهم دفاعاً عن المدينة وعن كرامة الإنسان وعن معنى السودان ذاته إنني لا أكتب هذه الكلمات لأواسي فقط ولا لأصفح الجراح بمناديل الكلام بل لأستدعي ما تبقّى فينا من وعي وعزيمة ولأذكّر أن كل فرد في هذه اللحظة ليس مجرد متابع من خلف الشاشة بل شريك في مصير وطن بأكمله ومقاومٌ بصوته بوعيه بموقفه وبثباته.
ما يجري في الفاشر لم يعد مجرد اشتباك بين مجموعات مسلحة داخل حدود محلية، بل هو صراع تقاطعت فيه مصالح دولية وإقليمية وقوى تسعى لإعادة
هندسة الخارطة السكانية والاجتماعية والسياسية في السودان
هناك تقارير ميدانية وشهادات من الداخل تؤكد مشاركة عناصر مرتزقة وكتائب مموّلة عبر الحدود ودخول أسلحة ومعدات لوجستية منظمة نعم تم استخدام أسلحة محظورة دوليا من قبل المليشيا إضافة إلى مشاهد موثقة لاعتداءات ممنهجة وتصفية على أساس عرقي لمواطنين عزل هذا ليس صراع نفوذ فقط بل محاولة لكسر روح المجتمع وتهشيم البنية التاريخية لمدينة لها وزنها ورمزيتها
ومع تشابك هذه العوامل يبرز واجبنا تجاه الفاشر لا كتعاطف لحظي بل كإدراك أن المدينة تقاتل بمعنى الوطن وتدافع عن فكرة بقاء السودان موحّداً ذا سيادة مرفوع الجبين الفاشر اليوم تمثل خط دفاع أول لبقية أنحاء السودان وحائط صد للمؤامرات الخبيثة التي تتبناها دولة الإمارات وهناك حرب المعنويات… فالسلاح الذي يسبق الرصاص.
في هذا التوقيت الحرج ستظهر منشورات ورسائل ومقاطع مأخوذة بعناية هدفها تحطيم الروح العامة هذه ليست عفوية بل جزء من الحرب نعم.
الحرب ليست في الخطوط الأمامية فقط بل في الوعي إسقاط المدن يبدأ بإسقاط معنويات أهلها
وكسر الجيوش يبدأ بكسر ثقة الناس فيها
وهنا يأتي دورك أنت أنت الذي تملك الكلمة والوعي والتأثير.
لا تردد إشاعة لا تنشر خبراً غير موثوق لا تسمح لليأس أن يجد نافذة في مجموعتك أو محيطك
الوعي الآن سلاح وكل كلمة إما ترفع جبهة مقاتل… أو تهدمها ما الذي يجب فعله الآن؟ هذه ليست دعوة للشعارات… بل لعمل واقعي منضبط يتمثل في رفع المعنويات، كلمة صادقة لمقاتل أو لأسرته تعادل دعماً ميدانياً.
تواصل مع أهل الفاشر والنازحين منهم… طمئِن لا تُرعب والتثبت من الأخبار توقف قبل إعادة أي خبر الخبر الخاطئ قد يقتل أكثر مما تفعل الرصاصة وتنظيم المبادرات الاجتماعية دعم الأسر التي نزحت أو فقدت معيلها التضامن هو عمود البقاء والضغط السياسي والإعلامي المسؤول المطالبة بفتح ممرات إنسانية وتفعيل ملفات الانتهاكات ومخاطبة المجتمع الدولي كحق لا كاستجداء والمحافظة على الوحدة الوطنية
لا للتجريح ولا للتشكيك في نوايا المجتمع
حين تنقسم الجبهة الداخلية.
لا يبقى ما يقاتل من أجله أحد إلى المقاتلين في الفاشر
أنتم لستم مجرد جنود… أنتم جدار الزمن على أكتافكم يقف وطن. نحن نعلم أن الحرب ليست حرب جسد فقط بل حرب روح وصبر بجدوي الدفاع. لا تتركوا اليأس يدخل قلوبكم كل متر تدافعون عنه… هو مستقبل وطن وحاضره.
إلى أهل الفاشر
أنتم مثال الشجاعة والصمود وقد أثبتم أن المدينة لا تُعرَف بالمباني بل بالناس الذين ينهضون حين يسقط غيرهم حافظوا على وحدتكم على تماسككم على تعاونكم. لا تسمحوا للصوت الغريب أن يُعاد تشكيل روايتكم عن أنفسكم الفاشر ليست جغرافيا… الفاشر موقف هي رسالة تقول إن السوداني لا يغادر أرضه ولا يساوم على كرامته ولا يسمح للموت أن ينتصر على الروح.
إن التاريخ سيكتب من ثبت ومن حافظ على صوته ومن عرف أن الوطن لا يعيش بالحدود بل بالناس الذين يحمونه (اللهم احفظ الفاشر وأهلها اللهم انصر من يقف اليوم دفاعاً عن حياته وكرامته، اللهم ارحم شهداءنا واشفِ جرحانا وثبّت صابرينا).

